الإجابة: الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من
لا نبي بعده، وبعد:
هذا الكلام غير صحيح ولم يثبت في كتب
السيرة النبوية ، فلقد جاء أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم توفي يوم الاثنين نهاراً
في وقت الضحى ودفن وسط ليلة الأربعاء ، أي إن الأمر كله لم يستغرق أكثر من (48) ساعة
في أعلى تقدير ، وهذا وقت ليس بالطويل ، ولا يكاد يكفي لتحقيق جميع الأسباب السابقة
. انظر " السيرة النبوية الصحيحة " (2/553-556)
فقد اختلف المحدثون والمؤرخون في اليوم
الذي دفن فيه النبي صلى الله عليه وسلم ، وذلك على قولين :
القول الأول : أنه دفن ليلة الأربعاء ،
وهو الذي عليه الأكثرون ، واستدلوا لذلك بما روي عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ
: ( تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ ، وَدُفِنَ
لَيْلَةَ الْأَرْبِعَاءِ ) رواه أحمد في " المسند " وقال المحققون في طبعة
مؤسسة الرسالة : إسناده محتمل للتحسين . وذكروا متابعاته التي يحسن لأجلها .
قال ابن كثير رحمه الله – بعد أن ذكر القول
الثاني في دفنه عليه الصلاة والسلام يوم الثلاثاء - : " هو قول غريب ، والمشهور
عن الجمهور ما أسلفناه من أنه عليه الصلاة والسلام توفي يوم الاثنين ، ودفن ليلة الأربعاء
" انتهى من " البداية والنهاية "
القول الثاني : أنه دفن يوم الثلاثاء ،
وقد وردت بذلك مجموعة من الأدلة والآثار ، حتى قال ابن عبد البر رحمه الله :
" أكثر الآثار على أنه دفن يوم الثلاثاء ، وهو قول أكثر أهل الأخبار " انتهى
من " الاستذكار " .
روى ابن أبي شيبة في " المصنف
" (7/430) عن سعيد بن المسيب قال : " لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم
وضع على سريره , فكان الناس يدخلون زمرا زمرا يصلون عليه ويخرجون ولم يؤمهم أحد , وتوفي
يوم الإثنين , ودفن يوم الثلاثاء " انتهى.
وروى الترمذي في " الشمائل المحمدية
" (ص/336) عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ :
" تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ
، وَدُفِنَ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ . ضعف الحديث الشيخ الألباني.
وفي " شرح السنة " للبغوي
(14/49): " قال عروة : توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين ، ودفن
في آخر الليل من ليلة الثلاثاء ، أو مع الصبح ، وقال عكرمة : دفن ليلة الأربعاء
" .
أما عن سبب تأخر دفن النبي صلى الله
عليه وسلم هو : انشغال الصحابة الكرام رضوان الله عليهم بما يحفظ على الأمة أمرها وشأنها
، وذلك لاختيار خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
والله تعالى أعلى وأعلم
أخوكم/ حيدر محمد البحيري – إذاعة القرآن
الكريم التابعة لوزارة الأوقاف98.6FM